حالة سريريّة: جسر فاشل A failed bridge
الملخّص
مريض بعمر 40 سنة لديه فقد لسنّ قاطعة علويّة كان قد عوّض عنها بجسر مجنّح مرن. وقد راجع العيادة بسبب سقوط هذا الجسر، عليك تقييم خيارات التّعويض. (الصّورة – 1)
القصّة
الشّكوى
يشكو المريض من سقوط جسره الأماميّ، ويريد إعادة إلصاقه أو استبداله.
القصّة المرضيّة
كان المريض راضيًا عن الجسر لسنوات عديدة، ولكنّه سقط من مكانه منذ عامين، ثم أعيد إلصاقه وبقي ثابتًا حتّى البارحة حين سقط بشكل مفاجئ.
القصّة السّنّيّة
فُقدت الثّنيّة العلويّة اليسرى نتيجة لحادث درّاجة حين كان عمر المريض 16 عامًا، حيث قُلعت تمامًا وكُسِرت الثّنيّة اليمنى المجاورة. عُوّض عن الثنية المفقودة في البداية بتعويض سنيّ ملعقيّ الشّكل ثمّ عُوِّض عنها بعد سنواتٍ بجسر مجنّح مرن مرتبط بتيجان كاملة مثبّتة على الضاحكَين الأوّل والثّاني. عولجت الثّنيّة اليمنى لبّيًّا ورُمّمت. صُنع الجسر الأخير الحالي منذ حوالي 8 سنوات. ليس لدى المريض رباعيّة علويّة يسرى.
الفحص
الفحص داخل الفموي
الأسنان بحالة جيّدة مع بعض الآفات النخريّة وعدد قليل من التّرميمات. تبدو الضّواحك العلويّة اليسرى -وهي دعامات الجسر- محضّرةً بشكل محافظ نسبيًّا. يوجد نخر سطحيّ على مساحة كبيرة من سطح الضاحك الأول ونخر كبير على الحافّة اللّثويّة الوحشيّة. السّطح الأنسيّ للضّاحك الثّاني يعاني من نخر أيضًا بشكل بسيط. كلتا الدعامتين ما تزالان حيّتَين. والحالة اللّثوية جيّدة عند المريض عدا وجود نزف عند السّبر بين الضّاحكين الدّعامتين. حيث يقيس عمق السبر هناك 4 ملم. يمكن إعادة الجسر، يمكنك رؤية مظهره في (الصّورة – 1). نخور الضّاحك الأوّل تظهر من تحت حافّة المثبّتة.
- ما هو إنذار هذا الجسر؟ ولماذا؟
ميؤوس منه. (الصّورة – 1) تُظهر أنّ النّتيجة التّجميليّة غير مقبولة، حيث تبرز دمية الجسر نحو الدّهليزي والأعلى. ربّما نتيجة مشتركة لامتصاص الارتفاع السّنخيّ وتشوّه الجسر. ويبدو أيضًا أنّ الدّمية تحرّكت وحشيًّا ما زاد من مقدار الفراغ (الدّياستيما) في الأنسيّ. الأسنان الدّاعمة تحتاج للتّرميم والضاحك الأول يبدو نَخِرًا جدَّا. فعلى المدى البعيد، الأسنان الداعمة معرّضة لخطر نخور أكبر والتهاب نسج داعمة.
لماذا تمّ اختيار هذه الطّريقة للتّعويض عن الثّنيّة المفقودة في الأصل؟
رغم أنّ الأجهزة الجزئيّة المصممّة بشكل جيد يُفترض أنّها لا تسيء إلى صحّة بقيّة الأسنان، فإنّ معظم المرضى يفضّلون الأجهزة الثابتة بدون تغطية الحنك لتعويض سنّ وحيد مفقود.
الجسر المجنّح المرن يعتبر مناسبًا لهذه الحالة للأسباب التّالية:
الجسر المجنّح المرن يعتبر مناسبًا لهذه الحالة للأسباب التّالية:
- يسمح بوجود فراغ بين التّاجين المتجاورين. إذ قد يكون الفراغ ناتجًا عن فقد الرّباعية الولاديّ في تلك الجهة. والتعويض الذي سيملأ هذا الفراغ سيكون عريضًا جدًّا.
- الثّنيّة العلويّة اليمنى ليست مناسبةً كدعامة لجسر ثابت تقليديّ لأنّها تعرّضت لرضٍّ وعولجت لبّيًّا، ورُمِّمت بترميم تاجيّ جذريّ باستخدام وتد جاهز.
ما هي التّعويضات البديلة التي تفكّر بها؟ واشرح خياراتك.
- جسر مجنّح مرن جديد: للأسباب الّتي شُرِحت أعلاه، إذ يبقى تصميم جسر مجنّح مرن خيارًا جيّدًا وقد سبق أن خدم المريض بشكل مقبول. ولكن على أيّ حال، تحتاج الدّعامات التّرميم وبالتّالي قد يضعفها تركيب جسر جديد على المدى المتوسّط والبعيد.
- جسر لصّاق: يستند على النّاب الأيسر، يعوّض فيه عن الثنية بدمية مجنّحة. يبدو ذلك ممكنًا بسبب فقد الرّباعية ولكنّه لا يبدو عمليًّا في هذه الحالة. هذا البديل يملك فائدة التحضير الأصغريّ للسّنّ ويسمح بالإبقاء على الفراغ بين الثّنيّتَين. ولكن نجاح مثل هذا التعويض لا يمكن التّنبّؤ به تمامًا. فبالاعتماد على مساحة الميناء المتوفّرة على النّاحية الحنكيّة للنّاب للارتباط وعلى العلاقة الإطباقية، يمكن اعتبار هذا التعويض مثاليًّا على المدى المتوسّط أو كتعويض مرحليّ. كما لدينا فائدة أنّ الدعامات السابقة يمكن ترميمها بشكل مستقلّ وإعادة الفرجة بينها إلى الوضع السّليم لمنع النّخر والتهاب النّسج الدّاعمة.
- زرعة مفردة: تسمح بتعويض مستقل تمامًا عن الأسنان الأخرى. سيسمح هذا التّعويض بالفراغات الأنسيّة والوحشيّة وبالتّالي سيؤمّن تعويضًا جيّدًا من النّاحية التّجميليّة بالمقارنة مع المظهر المنجز بالجسر المجنّح المرن. ولكن الزّرع يستلزم الجراحة، كما أنّها معالجة طويلة المدّة وذات تكلفة أعلى بكثير وتحتاج إلى تعويض مؤقّت إلى أن يوضع التّرميم النّهائي الكامل. الفائدة الأساسيّة للزّرعة أنّها تؤمّن تعويضًا ناجحًا طويل الأمد. وأيضًا ،كما بالنّسبة للجسور اللّصاقة، ستحظى الدّعامات السّابقة بإنذار أفضل على المدى البعيد.
بعد مناقشة الخيارات، اختار المريض استبدال الجسر بزرعة مفردة.
ماهي مكوّنات الزرعة السنيّة المفردة النموذجيّة؟
- الزرعة Implant أو المثبّتة Fixture المندمجة بالعظم المحيط بها. يبلغ طول زرعات الأسنان الأماميّة المفردة 10-15ملم عادةً وقطرها حوالي 4ملم.
- الدّعامة المرتبطة بالزّرعة، تتوفّر الدّعامات بأطوال وتصاميم مختلفة (حسب الاستخدام). لتعويض سنّ مفرد من الضروريّ أن تمتلك قفلًا يمنع حركة الفتل بين الزّرعة والدّعامة والتّاج.
- التاج، والّذي يمكن صنعه من الخزف أو الخزف المرتبط بالمعدن. يصنع عادةً على نموذج جاهز منطبق على دعامة الزرعة بدقّة. وبشكل نموذجي تُلصق تيجان الزّرعة السنية المفردة إلى دعامة الزرعة.
استقصاءات
ما هي الخصائص التي تتطلب المزيد من الفحص والتقصّي لتقدير ملاءمة الزرعة للحالة؟ وكيف يمكن تقييمها؟ ولماذا نحتاج إلى تقييمها؟
انظر (الجدول – 1)المعالجة
ما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها عند إدخال الزّرعة؟
تُدخل الزّرعة في ثقب يصنع باستخدام سنبلة موافقة لقياس الزّرعة. تُستخدم الدّعامة الجراحية المذكورة في (الجدول – 1) لضمان التّزوّي والعمق الصّحيحَين للتّأكّد من عدم اختراق الزرعة للعظم القشريّ. من الضروري العمل بحذر وبإجراءات عقيمة مع تولية عناية خاصّة لضمان عدم إيذاء العظم بالحرارة الزّائدة، فتتطلّب العملية إرواءً غزيرًا وسرعات بطيئة للسّنابل. الطّريقة الدقيقة لإدخال الزرعة والتّرميم التالي يعتمد على نوع الزّرعة وتعليمات المُصنّع. تُترك الزّرعة عادةً في مكانها لمدّة 3- 6 أشهر للسّماح بالاندماج العظمي قبل التّحميل. يؤمّن التّعويض ملعقيّ الشّكل تعويضًا مؤقتًا مُرضِيًا خلال هذه المدّة.
تُظهر (الصّورة – 2) النّتيجة بعد 3 سنوات من إنهائها، وتظهر (الصّورة – 3) الصّورة الشّعاعيّة للحالة. هل حقّقت الزّرعة مبدأ الاندماج العظمي؟
الاندماج العظمي هو الاتّصال المباشر البنيويّ والوظيفيّ بين العظم وسطح الزّرعة الموضوعة في الوظيفة. هذه الزرعة ثابتة ولم تظهر أيّ أعراض وتبدو ناجحة في الصّورة الشّعاعيّة، إذ يوجد عظم على طول سطح الزّرعة. ورأس الزرعة على مستوى العظم المحيط أو يعلوه بشكل بسيط. يدلّ على فشل الزّرعة حركتها والشّفوفيّة العظميّة حولها أو الفقدان المتزايد للعظم حولها.
ما هي العوامل الضروريّة لإنجاز وتأمين الاندماج العظمي ولماذا؟
انظر (الجدول – 2)في كل جلسة مراجعة، كيف تُحدِّد ما إذا كانت الزّرعة ناجحة؟
- الزرعة غير متحرّكة عند اختبارها سريريًّا.
- لا تظهر الصّورة الشّعاعيّة الذّرويّة شفوفيّةً حول الزّرعة.
- الصّور الشّعاعيّة السّنويّة يجب أن تظهر مستوى عظميّ ثابت بعد السّنة الأولى من التّحميل. يمكن تقدير ذلك فقط بالصّور الشّعاعيّة الذّرويّة المأخوذة بطريقة التّوازي.
- الفقدان العظميّ العموديّ -المقدّر شعاعيًّا- يجب أن يكون أقل من 0.2 ملم سنويًّا في السّنوات التّالية.
- غياب العلامات والأعراض مثل الألم والإنتان؛ أو في زرعات الفك السفلي: حدوث اعتلالات عصبيّة أو تنمّل أو اختراق للقناة السّنيّة السّفليّة.
- بقاء النتيجة التجميلية مقبولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق