حالة سريريّة: انحسار لثويّ Gingival recession
الملخّص والشّكوى
امرأة بعمر 30 عامًا تشتكي من انحسار لثوي حول الأسنان الأماميّة السفليّة، وتلاحظ تقّدم المرض مع مرور الزمن.
القصّة المرضيّة
تتذكر المريضة أنّها لاحظت الانحسار في السّنين الخمس الماضية. وتعتقد أنه قد ازداد خلال السّنة الأخيرة. كما عانت مؤخّرًا من بعض الحساسيّة تجاه السّخونة والبرودة، وغالبًا عند تفريش الأسنان أو تناول المثلّجات.
القصّة السّنّيّة
تزورك المريضة منذ 10 سنوات تقريبًا، وقد سبق أن نبّهت المريضة عن وجود الانحسار اللثوي في جلسات سابقة. تمتلك المريضة صحّة فموية جيّدة بشكل عام ولديها نخور قليلة.
القصّة الطبّيّة
المريضة بصحة جيدة، ولا تدخّن.
ما هي الأسئلة التي ستطرحها لتساعدك في تحديد سبب الحالة؟
"كم مرّة تنظّفين أسنانك؟"
التفريش مرّة واحدة في اليوم كافٍ لحماية الصحّة اللثوية، معظم المرضى ينظّفون أسنانهم مرّتين أو ثلاث مرّات في اليوم، وبعضهم يبالغ في التفريش من حيث عدد المرّات في اليوم ومن حيث القوّة المطبقة ومدّة التفريش.يساهم الرضّ أثناء تفريش الأسنان في حدوث الانحسار اللثوي عند بعض المرضى، لذلك قد يستطب لدى هؤلاء تقليل مرّات ومدّة التفريش مع المحافظة على فعالية التّفريش.في الحالة المدروسة: تمتلك المريضة عادات تفريش طبيعية، يجب عدم زيادة مرّات التنظيف أكثر من مرتين في اليوم ولمدّة معقولة.
"هل سبق أن تلقّيتِ معالجةً تقويميّة؟"
في الحالة المدروسة: نلاحظ فقدان سن قاطعة سفلية (الصّورة - 1) ما قد يشير إلى وجود تدخّل تقويميّ. (الأجهزة التقويمية الثابتة في القطاع السفلي الشفوي عادةً ما تترافق مع انحسار لثوي عند المرضى ذوي الصّفيحة القشريّة الدّهليزية الرّقيقة، وذوي النتوءات السّنخية الضيّقة ونتيجةً لتصحيح حالات التراكب السّنّيّ الشّديد. كما أنّ فعاليّة السّيطرة على اللّويحة قد تنخفض أثناء ارتداء الأجهزة التّقويميّة، حتى لو كان ذلك لمدّة قصيرة نسبيًّا، ما يمكن أن يساهم في تقدّم المرض.)
في الحالة المدروسة: خضعت المريضة لقلع للسن القاطعة لكن لم يسبق ان ارتدت أجهزة تقويمية.
الفحص داخل الفمويّ
في (الصورة - 1) تظهر القواطع السّفلية. ماذا تشاهد؟
- فقدان في الثّنيّة السّفليّة اليسرى.
- لا وجود لترميمات على الأسنان.
- لا يوجد لويحة ظاهرة باستثناء كمية قليلة على الحافة العنقية للرّباعيّة اليسرى.
- يصيب الانحسار اللّثويّ جميع القواطع السّفليّة. ويصل بدرجة أقلّ إلى الأنياب السّفلية.
- بصرف النّظر عن الانحسار اللّثوي، فإنّ اللّثة تملك لوناً زهريّاً طبيعيّاً، وبصحّة جيّدة، والحليمات بين السنّية طبيعية.
- نلاحظ نقصاناً في عرض البشرة اللثويّة المتقرّنة. وفي بعض المناطق تغيب اللّثة الملتصقة.
ما هي الفحوص السّريريّة الّتي ستجريها، وكيف يمكن إجرائها وما هي أهمّيتها؟
انظر (الجدول - 1)
عند إجراء هذه الفحوصات السّريرية على المريضة ستلاحظ أنّ عمق السّبر 1-2 ملم دون نزف.
عرض اللثة المتقرنة يتغيّر حسب درجة الانحسار. الرباعيّة السّفليّة اليسرى ليس لها لثّة ملتصقة وتوتير الشفة يؤدّي إلى ازاحة اللّثة الحفافيّة بعيدًا عنها.
عرض اللثة المتقرنة يتغيّر حسب درجة الانحسار. الرباعيّة السّفليّة اليسرى ليس لها لثّة ملتصقة وتوتير الشفة يؤدّي إلى ازاحة اللّثة الحفافيّة بعيدًا عنها.
لا توجد حركة في الأسنان. ولا وجود لشذوذات إطباقية. كما لا مؤشرات على فقدان في حيوية الأسنان، فجميعها تستجيب للاختبارات بشكل طبيعي.
ما هي الصّور الشّعاعيّة المطلوبة؟
ستضيف الصّور الشّعاعيّة في هذه الحالة معلومات قليلة. إنّ مقدار خسارة العظم من النّاحيّة الدّهليزيّة (بما في ذلك وجود تفلّق Dehiscence أو نوافذ Fenestrations في العظم) لا يمكن رؤيتها بوضوح في الصّورة الشّعاعيّة بسبب تراكبها مع جذور الأسنان في الصّورة.
بمكن أن تساعد الصّور الشّعاعيّة عند الاشتباه بوجود فقدان عظمي بين سنّيّ، لكن وجود حليمات بين سنية سليمة في هذه الحالة مع العمق القليل الملاحظ عند السبر، يشير إلى وجود ارتفاع عظميّ بين سنّيّ طبيعيّ.
تكون الصور الشعاعية ذات قيمة عند وجود حركةٍ في الأسنان، فتفيد حينها في تقييم طول الجذور والارتفاع العظمي.
بمكن أن تساعد الصّور الشّعاعيّة عند الاشتباه بوجود فقدان عظمي بين سنّيّ، لكن وجود حليمات بين سنية سليمة في هذه الحالة مع العمق القليل الملاحظ عند السبر، يشير إلى وجود ارتفاع عظميّ بين سنّيّ طبيعيّ.
تكون الصور الشعاعية ذات قيمة عند وجود حركةٍ في الأسنان، فتفيد حينها في تقييم طول الجذور والارتفاع العظمي.
التشخيص
يعاني المريض من انحسار لثوي. في هذه الحالة إنّ أي من الفحوصات لن تكون أكثر فائدة ودقّة من تلك المعلومات الّتي يعطيها المريض.
هناك العديد من العوامل الّتي تؤثر على الانحسار اللّثويّ. العامل الأهم هو الاختلاف التّشريحيّ بين المرضى. فبعض الأفراد لديهم نسج عظمية ولثوية رقيقة من النّاحية الدّهليزيّة.
فعندما تكون الصّفيحة الدّهليزيّة للسّنخ رقيقةً، فإنّ احتمال وجود تفلّقات أو نوافذ عظمية يكون أكبر. لهذه الأسباب، يكون الانحسار على الأسنان البارزة في القوس السّنية أكبر، بينما يقل في تلك الأقرب نحو الدّاخل (لاحظ الثّنيّة السّفليّة في (الصّورة - 1))
عندما تتواجد هذه العوامل المؤهّبة تظهر أهمية عوامل أخرى مثل التفريش الراضّ. كما أنّ التهاب اللّثة الحفافيّة بسبب اللّويحة سيؤدّي إلى تدمير النّسج الرّقيقة في ذلك الموقع بشكل أسرع نسبيًّا. كما أنّ الإطباق الرضّي يمكن أن يساهم في تقدّم الحالة.
في الحالة المدروسة: المريضة لديها سيطرة جيّدة جدًا على اللّويحة السّنّيّة، ولا يوجد تآكل في أعناق الأسنان (الذي قد يكون دليلًا على وجود رضّ أثناء التّفريش في حالات أخرى)
هناك العديد من العوامل الّتي تؤثر على الانحسار اللّثويّ. العامل الأهم هو الاختلاف التّشريحيّ بين المرضى. فبعض الأفراد لديهم نسج عظمية ولثوية رقيقة من النّاحية الدّهليزيّة.
فعندما تكون الصّفيحة الدّهليزيّة للسّنخ رقيقةً، فإنّ احتمال وجود تفلّقات أو نوافذ عظمية يكون أكبر. لهذه الأسباب، يكون الانحسار على الأسنان البارزة في القوس السّنية أكبر، بينما يقل في تلك الأقرب نحو الدّاخل (لاحظ الثّنيّة السّفليّة في (الصّورة - 1))
عندما تتواجد هذه العوامل المؤهّبة تظهر أهمية عوامل أخرى مثل التفريش الراضّ. كما أنّ التهاب اللّثة الحفافيّة بسبب اللّويحة سيؤدّي إلى تدمير النّسج الرّقيقة في ذلك الموقع بشكل أسرع نسبيًّا. كما أنّ الإطباق الرضّي يمكن أن يساهم في تقدّم الحالة.
في الحالة المدروسة: المريضة لديها سيطرة جيّدة جدًا على اللّويحة السّنّيّة، ولا يوجد تآكل في أعناق الأسنان (الذي قد يكون دليلًا على وجود رضّ أثناء التّفريش في حالات أخرى)
ما هي النصائح والخدمات العلاجية التي ستقدّمها؟
- التأكيد على تنظيف الأسنان بشكل فعّال وغير راضّ، مع شرح ضرورة وجود صحّة فموية جيّدة في مناطق الانحسار.
- طمأنة المريضة بأنّ هذه الحالة لن تتطوّر بالضّرورة، حتى لو كانت غير عكوسة.
- مراقبة تطوّر الحالة بمساعدة وسائل القياس السّريرية. تساعد الرسومات والصور الفوتوغرافية السّريريّة وأمثلة الدّراسة في التّقييم.
- معالجة فرط حساسيّة العاج. (الانحسار اللّثوي لوحده ليس مؤلمًا. التّأكّد من أنّ السّطح الجذريّ المنكشف لا يعاني من نخور مبكرة أو تآكل. ومراقبة السّكريات والحموض في الحمية الغذائيّة وتطبيق العناصر المضادة للحساسيّة العاجيّة.)
في الحالة المدروسة: المريضة تسيطر بشكل جيّد على اللّويحة ولكن تطوّرت الحالة ببطء بعد عدّة سنوات حتى حدث نقص في اللّثّة الملتصقة الوظيفيّة.
ما هي المعالجة الأخرى الممكنة؟ هل هي فعّالة؟
راجع (الجدول - 2).
في هذه الحالة: تمّ وضع طعمٍ لثويٍّ حرّ (الصّورة - 2) .
الطّعم يبدو ناجحًا. فالنّسج الضّامة المأخوذة من الحنك والبشرة المغطية لها تمّ وضعها ذرويًّا بالنّسبة للحافّة اللّثويّة للرّباعيّة السّفليّة لتأمين منطقة أعرض من اللّثّة الملتصقة المتقرّنة. سيقوم الطّعم بتثبيت اللّثّة الحفافيّة عند توتير الشّفة بسبب كونه ملتصقًا بقوّة على النّسج الواقعة تحته.
لماذا لا نضع الطعم على الجذر أيضًا ونصحح الانحسار؟
كما نُوّه في (الجدول - 2). إنّ الجراحة لتصحيح الانحسار ذاته صعبة التّحقيق ولا يمكن ضمان النّتائج خاصّة على المدى البعيد. السّطح الجذريّ لا يؤمّن سريرًا مغذّيًا يمكن أن يعتمد عليه الطّعم ليبقى حيًّا.
يجب أن يوضع الطّعم بحيث نتمكّن من تأمين المغذّيات له عن طريق النّسج الضّامّة المنكشفة المجاورة له. يمكن الحصول على نتيجة أفضل إذا تمّ استخدام طعم من نسج ضامّة يوضع تحت البشرة.
تميل الطّعوم الحرّة (السّطحية) للفشل إذا وضعت ببساطة فوق السّطح الجذريّ.
تميل الطّعوم الحرّة (السّطحية) للفشل إذا وضعت ببساطة فوق السّطح الجذريّ.
المصدر:
Odell, Edward W (2010), Clinical Problem Solving in Dentistry, third edition, Elsevier
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق